الوضع المظلم
الخميس ٠٢ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
بيان
ثائر عبد العزيز الحاجي

يوماً بعد يوم يُكشف مدى الخداع والأكاذيب التي تحيط بأهداف جماعة الإخوان المسلمين وانتماءاتهم.

تلك الأكاذيب التي حاول قادة الجماعة تسويقها من خلال أنشطتهم العديدة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، ليتضح فيما بعد عمق ارتباط الجماعة بالمشروع الإيراني منذ ثمانينيات القرن الماضي.

جاءت ثورات الربيع العربي لتكشف بشكل لا لبس فيه عمق ارتباط هذا التنظيم بالمشروع الإيراني الهدام في المنطقة، وما شهدت مصر خلال عام من حكم الإخوان يؤكد ذلك.

وتستمر مسيرة الكذب والنفاق لهذه الجماعة من خلال تبعية أذرعها في حركة حماس والجهاد الإسلامي لنظام الملالي في طهران، ليكونوا خنجراً في خاصرة الشعب الفلسطيني المناضل في سبيل قضيته، استنساخاً لتجربة حزب الله الإرهابي.

في حقيقة الأمر، تجلت أعمال التنظيمات بخداع الشعوب عبر عمالتها لصالح المشروع الإيراني، وادعائها زوراً وبهتانا المقاومة، وأكثر من ذلك، إلصاق صفة "الإسلامية "، مما يسيء للدين الحنيف، بل ويشوه مبادئه السمحة، كما فعل النظام الإيراني عندما أضاف الخميني لتسمية الدولة، بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، في أبريل/ نيسان 1979. غير أنَّه أي الخميني؛ أول من ذرع بذور الفتنة المذهبية، في المنطقة وأباح القتل باسم الدين والعقيدة.

وخير مثال على تلك الاهتزازات المستمرة التي تدمر الإنسان، تلك المشاهد التي تبُث من اليمن، وسوريا، والعراق، وسلوك حزب الله المزعزع للاستقرار في لبنان.

وفي نفس الصدد، لم تكن مسيرة الإخوان المسلمين في سوريا سوى استمرار لهذا النهج التخريبي الموازي للنهج الإيراني، نهج ملالي القتل والإجرام.

أمّا، أبرز ما يميز هذا المسار التدميري، هو احتكار الجماعة لقرار المعارضة السورية والهيمنة على ثورتها، ومحاولة حرفها عن طريق الحرية ومقاومة الاستبداد، عدا عن التحالف مع إيران وغيرها من الطامعين في تمزيق سوريا أرضاً وشعباً.

وفي هذا السياق، نجد الكثير مما يفسر تصرفات الجماعة، من خلال مشاركتها في مسارات مشبوهة، تنادي بالحل من خارج القرارات الدولية، مثل 2254/ 2015، في محاولة لإفراغه من مضمونه عبر مسار أستانا، والالتفاف على تسلسل فقراته بالمضي في اللجنة الدستورية، وجعلها بديلاً عن هيئة الحكم الانتقالي المنصوص عليها في القرار المذكور آنفاً، وذلك خدمة للمشروع الإيراني، الداعم للسلطة الإجرامية الوحشية في دمشق، بالإضافة إلى التنظيمات الإرهابية مثل حزب الله وحماس وغيرهما.

وما زاد من استنكار عموم السوريين إزاء بيان الإخوان، هو تزامنه مع البيان الختامي للجولة 17 في أستانا، حيث أدان المجتمعون هناك، الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لسوريا، ومن المعروف أن رئيس وفد المعارضة في هذا المسار "أحمد طعمة" محسوباً على التيار الإسلامي ومقرب من جماعة الإخوان السوريين.

متناسين بذلك، من دمرّ سوريا واقتصادها واستباح ثرواتها، وجلبَ عشرات المليشيات الطائفية، الذين أمعنوا في قتل السوريين وتهجيرهم، وعاثوا بالبلاد فساداً.

ولا مناص من القول، أنَّ بيان الإخوان المسلمين الأخير، تحت عنوان: "كيانٌ يدمن العدوان.. وعصابة تدمن القتل والترويع"، يفضح الجماعة ويظهر وجهها الحقيقي، عندما استنكرت الضربات الموجهة لمافيات القتل والحقد الطائفي في ميناء اللاذقية.

لكن يبقى التساؤل، هل كانت تلك الضربات تستهدف حاويات تحوي على أدوية لمئات آلاف الجرحى والمصابين السوريين؟ أم كانت تستهدف المساعدات الإنسانية لمئات آلاف الفقراء والجوعى؟ قطعاً لا.

إذ كانت إدانة تلك الضربة، من قبل الإخوان المسلمين في سوريا فضيحة كبرى، وقدمت دليلاً جديداً على ارتباط هذه الجماعة بإيران القاتلة ونظام الملالي في طهران.

وفضلا عن ذلك، لم يأخذ البيان بعين الاعتبار الجرائم التي يتعرض لها الشعب السوري على يد المليشيات الطائفية الحاقدة، وتلك التابعة لفيلق الغدر الإيراني في سوريا.

إذ لا يمكن النسيان والتغافل عن تشريد ملايين النازحين السوريين، الذين تركوا منازلهم ومدنهم قسراً لتستوطنه آلاف العائلات من مقاتلي الميليشيات المذهبية، في أكبر عملية تغيير ديموغرافي ينفذه نظام الملالي خارج حدود بلاده.

هؤلاء هم الإخوان المسلمون في سوريا، وهذه هي صلاتها، وهذا هو نهجها، وهذا طريقها... فهل بقي من الأقنعة ما يخفي عريِّ هذه الجماعة؟

وبما لا يدع مجالا للشك، أنَّ الجماعة باتت مكشوفة وعارية أمام عامة السوريين، ولم يبق لها شيء يبرر جرائمها بحق هذا الشعب المكلوم وثورته. إذ أنَّ التهديد الإيراني ومشروع الملالي لن يتوقف عند هذا الحدّ، أو يقتصر على الدول التي تدخل بها من ذي قبل، بل يمتد إلى انحاء الشرق الأوسط.

ولن يتم احتواء هذا الخطر وإنهائه سوى بتضافر جهود وقوى الشرق الأوسط المدعومة دولياً، وبنشر الوعي السياسي لشعوب المنطقة بهذا الخطر، وما يترتب عليه من ابعاد تهدد وجود هذه الشعوب، بغض النظر عن أثنيتها أو عرقها.

وفي الختام، فإنَّ التهديد الإيراني يهدد الجميع، والقضاء عليه سيعزز مسار الأمن والسلم الدوليين، وليس في المنطقة الشرق أوسطية فحسب.

 

ثائر عبد العزيز الحاجي



ليفانت- ثائر عبد العزيز الحاجي

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!